أبوبكر الصديق – رضي الله عنه

هو “عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر التيمي، الشهير بأبي بكر الصديق، صاحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأول من آمن من الرجال، ورفيق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الهجرة، وأول خليفة للمسلمين بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أبو بكر “يلقب بعتيق لجماله وبياض بشرته، و”الصديق” لتصديقه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون تردد.
ولد “أبو بكر” بعد عام الفيل بثلاث سنوات، وكان تاجرًا من وجهاء مكة و العارفين بأنسابها وكان صديقًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة، ثم سارع إلى دخول الإسلام عندما عرضه عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأسلم على يديه، “عثمان بن عفان” و”عبد الرحمن بن عوف” و”الزبير بن العوام” وغيرهم كثير. وأعتق “الصديق” سبعة من ضعفاء المسلمين، بعدما اشتراهم من ماله الخاص، ويقال إن ثروته كانت “40” ألف درهم في بداية إسلامه، لم يتبق منها سوى “5” آلاف درهم عند هجرته.
وقد رافق “الصديق”، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الهجرة إلى المدينة المنورة، وآخى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين “أبي بكر” و”خارجة بن زيد”. وتزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعائشة بنت أبي بكر الصديق، وشهد الصديق غزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلها، وشارك في تجهيز جيش العسرة بجميع ماله، وكان حامل راية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تبوك، وحج بالناس في العام التاسع للهجرة، وصلى بالناس في مرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأخير حتى وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في “12 ربيع أول سنة 11هـ).
وقد تولى “أبو بكر” الخلافة على المسلمين بعد موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـو كان أول أمر أصدره هو إنفاذ جيش “أسامة بن زيد ” لغزو الروم، ثم قتاله للمرتدين ومانعي الزكاة من العرب، حتى استقرت الجزيرة العربية وعادت إلى الإسلام. وأرسل “أبو بكر” الجيوش لقتال الفرس والروم. ولعل أهم أعمال “أبي بكر” هوجمع القرآن الكريم في مصحف، وبرغم صحبة “أبي بكر الصديق” الطويلة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه لم يرو عنه إلا “142” حديثا. وتوفي “أبو بكر” ـ رضي الله عنه ـ ليلة الثلاثاء (13 جمادى الآخرة 13 هـ = 14 أغسطس 634م) ودفن جنب النبي ـ صلى الله عليه وسلم.