الأخوة
يحرص الشرع الحنيف على تقرير رابطة الإخاء بين المسلمين، لا الإخاء في الدم والنسب فقط، وإنما الإخاء في الدين والإيمان، قال تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”
[الحجرات: 10 ]
وفي الحديث :”المسلم أخو المسلم”رواه مسلم
وقد ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في التآخي عندما أخي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، ورأينا كيف يتنازل الأنصاري لأخيه عن بيته ومال، وكيف قويت أخوة الدين على أخوة النسب، وفي هذا يقول الشاعر:
أخوة الدين أقوى من عرى النسب أخوة الدين فوق المال والذهب
والأخوة في الله توجب محبة الله سبحانه وتعالى، بل إن الأنبياء والشهداء ليغبطون المتحابين في الله على مكانهم من الله يوم القيامة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“يقول الله تبارك وتعالى: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين فيّ وحقت محبتي على المتباذلين فيّ، هم على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء والصديقون”
رواه ابن حبان
وعنه صلى الله عليه وسلم:
“أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي”
رواه مسلم.
وللأخوة مراتب أعلاها الإيثار بأن يقدم أخاه على نفسه في كل ما يحب فهو يجوع ليشبع أخوه، ويظمأ ليرتوي هو ويسهر لينام، قال تعالى عن الأنصار:
“والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”
[الحشر: 9].
وأدنى مراتب الأخوة: سلامة الصدر من الحسد والبغضاء والأحقاد.