مرحباً بكم في بوابة أبنود الإلكترونية

التوبة

نشرت من قبل رمضان الأبنودي في

التوبة هي الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه، وهي واجبة على كل مؤمن، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير””التحريم: 8”

والتوبة النصوح التي أمر الله بها المؤمنين هي التوبة الصادقة الجازمة، التي تمحو ما قبلها من الذنوب، وتكفر السيئات، وتوجب دخول الجنة.
ومن رحمة الله بعباده أن فتح لهم باب التوبة على مصراعيه، وذلك لأنه خلقهم بشرا لهم دوافعهم وشهواتهم، حتى يذنبوا فيستغفروا، فيغفر الله تعالى لهم.
وفي الحديث الصحيح: “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم””رواه مسلم”
وللتوبة أركان لابد من توافرها حتى يكتب لها القبول وهي:
– الندم على ما وقع من الإنسان من معاصي، في ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “الندم توبة””رواه أحمد”
– والإقلاع عن الذنب إلى الطاعة وأن يترك طريق الشيطان إلى طريق الله.
– والعزم على ألا يعود إلى ذنب أبدا، فلا توبة بغير هذا العزم، ولا توبة لمن لا يزال قلبه معلقاً بالمعصية ولا زال عقله يفكر فيها.
– وإذا كانت المعصية في حق من حقوق العباد، وجب استبراء الذمة منها، ورد الحقوق إلى أهلها.
فإذا استجمعت التوبة هذه الشروط والأركان قبلت من الله – سبحانه وتعالى – وفرح الله بها فرحا عظيما، كما جاء في الحديث:
“لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية (صحراء) معه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى اشتد عليه الحر والعطش، فقال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته”.(رواه البخاري ومسلم)
وبعد التوبة لابد للعبد من أن يعمل الصالحات ويكثر من الحسنات، ويحاول أن يعوض ما فات، قال تعالى: “إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا”. (الفرقان 70، 71)
فبادر أخي المسلم بالتوبة النصوح، ولا تسوف فما يدريك أنك ستعيش إلى غد، وابدأ بملء صحائفك حسنات ما استطعت وأن تجعل في مقابل السيئة حسنة من جنسها.

التصنيفات: مقالات