الثبات

الثبات من الإيمان، فالمؤمن يستقبل المحن والشدائد بثبات ورباطة جأش وإيمان بقضاء الله وقدره، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وقد ثبت بالاستقراء والمشاهدة أن أشد الناس جزعاً وأسرعهم انهياراً أمام شدائد الحياة هم الملحدون المرتابون وضعاف الإيمان، ولذلك يصف الله عز وجل هؤلاء النفر فيقول في كتابه الكريم:”ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين”[الحج: 11].
ولذلك نجد أن الانتحار أكثر ما يكون في البيئات التي ضعف دينها وفقدته، فإن لم يكن الانتحار فهو الألم والاكتئاب والجزع .. إلى غيرها من أمراض العصر النفسية.
أما المؤمنون فهم أصبر الناس على البلاء وأثبتهم في الشدائد وأرضاهم نفساً في الممات، عرفوا قدر الدنيا وقصر عمرها، وأنها عرض زائل، فلم يطمعوا أن تكون دنياهم جنة قبل الجنة، وعرفوا أن الابتلاء من سنن الله في الكون، قال تعالى: “إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه”
[الإنسان: 2].
والمؤمن يرجو مثوبة الله عز وجل على ما يبتلى به في دنياه، بأن يكفر ذنوبه ويمحو سيئاته، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”(رواه البخاري).
وفي هذا يقول أحد السلف: ما أصبت في دنياي بمصيبة إلا رأيت لله فيها ثلاث نعم: أنها لم تكن في ديني، وأنها لم تكن أكبر منها، وأنني أرجو ثواب الله فيها.
فعليك أخي المسلم بالثبات أمام المحن، ولا تجزع منها ولا تيأس ، وارج ثواب الله فيها.