الرجاء
الرجاء: هو ارتياح لانتظار محبوب
والرجاء محمود، والعكس فاليأس مذموم؛ لأنه يبعث على القنوط ويصرف عن العمل، أما الرجاء فيورث طريق المجاهدة بالأعمال، ومن آثاره التلذذ بدوام الإقبال على الله عز وجل والتنعم بمناجاته.
ومن أسباب الرجاء: أن يتأمل العبد نعم الله عز وجل، ولطفه بعباده في الدنيا، وأنه أبدع خلقهم وكرمهم على سائر خلقه، بلطفه وكرمه، وأن من أسمائه اللطيف الغفور الرحمن الرحيم، فمن لطف في الدنيا يلطف في الآخرة، كما دلت الآثار على سعة مغفرة الله عز وجل وأن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض، قال تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم”
[الزمر: 53].وقوله تعالى: “والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض”
[الشورى: 5].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن إبليس قال لربه عز وجل: بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله -عز وجل- لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني”رواه أحمد والحاكم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي …”رواه البخاري ومسلم.
وعنه صلى الله عليه وسلم:”لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله” رواه مسلم.
ولا بد للرجاء أن يقارنه عمل وإلا كان أمنية، فإن حسن الظن بالله تعالى يقتضي حسن العمل لنيل رضوانه عز وجل.
فليس من حسن الظن بالله ترك العمل والاتكال على المغفرة والرحمة دون تقديم أسبابها، يقول الله تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي”
[الأعراف: 156، 157].
فما أجدر الناس أن يعرفوا فضل الله تعالي و أن يرجو رحمته سبحانه وفضله، وأن يقرنوا الرجاء بالعمل.