الشكر

أفاء الله على عباده نعما كثيرة، لا تعد ولا تحصى، ولقد قرر الله ذلك في كتابه الكريم، فقال تعالى: “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار” “إبراهيم :34″
والشكر هو أفضل منازل الأبرار، وهو موجب دفع البلاء وازدياد النعماء، وقد ورد به الترغيب الشديد، وجعله الله سببا للمزيد، قال تعالى:”وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد” “إبراهيم :7”
فمن شكر النعمة استحق أن تبقى له النعمة واستحق أن يزيده الله منها، ومن كفر النعمة فهو جدير بأن تزال عنه النعمة أو تصبح النعمة نقمة عليه .
وأول معاني شكر العبد لربه أن يوقن أن الله هو مصدر النعم الأول، قال تعالى:
“وما بكم من نعمة فمن الله” “النحل :53”
وأن يؤدي واجبه نحو الله تعالى، بأن يذكره فلا ينساه وأن يشكره فلا يكفر به وأن يطيعه فلا يعصيه.
وثانيها: شكر اللسان بقول الحمد لله وقد بدأ الله كتابه بالحمد ليعلمنا كيف نشكره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الخلق شكرا لربه وكان يقول دبر كل صلاة :
“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.رواه أحمد وأبو داود
وثالثها: أن يستخدم الإنسان نعم الله فيما خلقها له وأن يستعملها في طاعة الله.
وإذا كان من حق الله علينا أن نشكره دائما فهذا لا يعني أن نترك شكر الناس الذين جعلهم الله وسائل لوصول بعض نعمه إلينا وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا يشكر الله من لا يشكر الناس”
رواه أبو داود
“ومن صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء”رواه الترمذي
فكن يا أخي شاكرا لله بقلبك وجوارحك وكن حافظا لجميل الناس عليك وكافئهم عليه ولو بكلمة طيبة.