العدل
أمر الله تعالى بالعدل، فقال عز وجل:
“إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” (النحل :90)
وقد قرر الله حبه لأهل العدل،فقال تبارك تعالى: “وأقسطوا إن الله يحب المقسطين”
(الحجرات:9 )
والمقسطون هم العادلون.
والعدل مطلوب وواجب في الحكم ، قال تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”(النساء: 58)
ومطلوب أيضاً في القول، قال عز وجل:
“وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى”(الأنعام: 152).
فالعدل مطلوب حتى مع القريب والبعيد والصديق والعدو.
ومن هنا فالمسلم يتحرى العدل في كل شأن من شئونه حتى يكون العدل خلقاً له ووصفاً لا ينفك عنه فتصدر عنه الأقوال والأفعال عادلة بعيدة عن الظلم والجور وبذلك يستوجب محبة الله تعالى ورضوانه وكرامته وتفضله وإنعامه ويستوجب محبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أخبر عن كرامة العادلين عند الله عز وجل فقال صلوات الله وسلامه عليه:
“إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُّوا”
رواه مسلم
ومن مظاهر العدل:
1- العدل مع الله عز وجل ويكون بعدم الإشراك معه في عبادته وصفاته غيره.
2- العدل في الحكم بين الناس بإعطاء كل ذي حق حقه دون اعتبار لوشائج الدم أو الجنس أو المصالح قال تعالى:
“ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”.(المائدة :8)
3- العدل بين الزوجات، فلا يفضل إحداهن على الأخرى في المعاملة والحقوق، لأن الله حرم ذلك، قال تعالى:
“وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم” (النساء: 3).
4- العدل بين الأولاد، فلا يفضل أحدا على أحد ولا يؤثر بعضهم على بعض حتى لا يسبب ذلك العداوة والبغضاء والشحناء بينهم ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم:”ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء” رواه البيهقي.