مرحباً بكم في بوابة أبنود الإلكترونية

القصد والاعتدال

نشرت من قبل محمد الأبنودي في

القصد والاعتدال هو دستور الإسلام الذي يحرص على الوسطية، لا إفراط ولا تفريط، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى:”وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”(البقرة : 143).
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم -يقول:”اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى””رواه النسائي”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “ما أحسن القصد في الغنى، وما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة”رواه البزار.
والإسلام إذ يحث على السعي إلى ما يضمن للمسلم طريق النجاة في الآخرة فإنه لا يحرمه من التمتع بلذات الدنيا لكن دون إسراف وفساد في الأرض، يقول الله سبحانه وتعالى: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”(القصص: 77)
فينبغي على المسلم ألا يكون عبدا لشهواته أسيرا لها، فلا يسرف في الأكل؛ فإن المعدة بيت الداء كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن لم يكن فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه” “رواه الترمذي”
وكذلك يوصي الإسلام بالاعتدال في الملبس ويكره للمسلم أن يباهي بملبسه أو يختال فيه وحتى في الطاعات يحث الإسلام على القصد والاعتدال فيها، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى”
أي أن الفارس الذي يجد في الجري بفرسه ربما أتعب فرسه فمنعه من أن يكمل المسير، وبذلك يكون قد خسر الاثنين هدفه وفرسه.
وحتى الحقوق لم تخرج عن قاعدة الاعتدال، وفي هذا يقول الله تعالى:
“وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًأ” (الإسراء: 27)
ومن العجب أن الناس تنسى فضيلة القصد والاعتدال في هذا الشهر الكريم، وكأنه موعد للإسراف والتبذير.
فعليك أخي المؤمن أن تتخذ من القصد والاعتدال شعارا لك في هذا الشهر الكريم المبارك.