المحافظة على الوقت

الوقت هو الحياة، فإذا ذهب بعض وقتك ذهب بعض عمرك، ومتى ضاع الوقت لم يعوض، ولا أدل على أهمية الوقت من أن الله عز وجل أقسم في سور عديدة بأجزاء منه، مثل الليل والنهار والفجر والضحى والعصر، والله عز وجل إذا أقسم بشيء من خلقه فذلك ليلفت الأنظار إليه ولينبه على جليل منفعته وآثاره.
كما أكدت السنة النبوية على قيمة الوقت، وقررت مسئولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، حتى إن الأسئلة الأساسية التي توجه إلى المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسيان عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه.
واجب المسلم نحو الوقت:
1- الحرص على الاستفادة منه فيما ينفع في الدين والدنيا والمحافظة عليه فهو رأس مال العبد.
2- اغتنام الفراغ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ”رواه البخاري.
3- المسارعة إلى الخيرات في همة ونشاط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”رواه البخاري
وينبغي ألا يسوف المرء أو يؤجل عمله إلى الغد، كما يقول الشاعر:
ولا أؤخر شغل اليوم عن كسل إلى غد إن يوم العاجزين غد
4- تنظيم الوقت بين الواجبات والأعمال المختلفة، حتى لا يطغى عمل على آخر ولا مهم على أهم، ومما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن صحف إبراهيم: “ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب”
رواه ابن حبان والحاكم.
فاحرص أخي المسلم على الوقت، لأن الوقت مهما طال فهو قصير، والواجبات أكثر من الأوقات واحرص على التبكير وبدء اليوم من أوله، وفي هذا يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان
ومن كلمات الحسن البصري:
ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.