مرحباً بكم في بوابة أبنود الإلكترونية

إنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيات

نشرت من قبل محمد الأبنودي في

عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:إنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيات وإنَّمَا لكلِّ امرئ مَا نَوَى؛ فمَنْ كانَت هِجْرَتُه إلى اللِه ورسُولِه فهجرتُه إلى اللهِ ورسولِه، ومَنْ كَانْت هجرتُه لدُنيا يُصِيبُها أو امرأةٍ يَنْكِحُها فهجرتُه إلى مَا هَاجَرَ إليه”متفق عليه.

هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وأصل من أصوله، وقد رُوِي عن الإمام الشافعي أنه قال: هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين باباً في الفقه، ويرشدنا الحديث إلى أمر عظيم ألا وهو إخلاص النية لله عز وجل، فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى:(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)(البينة: 5) 
وقول الله عز وجل:(قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين)(الزمر: 11 )

لذلك فكل عمل لا يراد به وجه الله عز وجل ولا تخلص فيه النية لله لا يقبل من صاحبه فقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي “أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه” [رواه مسلم].

والنية هي القصد والإرادة ومحلها القلب ولا يشترط التلفظ بها وعليها يترتب الجزاء.
والأعمال – في هذا الحديث- وإن كان يقصد بها العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج إلا أن الحديث يشير أيضاً إلى أن العادات من مأكل ومشرب وملبس وغيرها من أمور الدنيا يثاب عليها الإنسان إذا نوى بذلك نية صالحة ابتغاء مرضات الله عز وجل لقوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)(الأنعام:162)