الحياء
الحياء في اللغة: الاحتشام.
والحياء شعبة من شعب الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان” رواه البخاري ومسلم.
وقد جعل الرسول- صلى الله عليه وسلم- الحياء ملازما للإيمان وعلامة عليه قال صلى الله عليه وسلم: “الحياء والإيمان قرنا معا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر” رواه الحاكم.
والحياء لا يأتي إلا بخير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مأمورا به في الأمم السابقة كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت”
“البخاري”
وفي هذا يقول الشاعر:
إذا لم تحسن عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء.
وانعدام الحياء عند الإنسان علامة على بغض الله له، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أبغض الله عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا بغيضا مبغضا.. ” “ابن ماجة”
والحياء أنواع منها :
الحياء من الله: ويكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره ، وفي الحديث:
“من حفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وترك زينة الدنيا، وذكر الموت والبلى فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء”.
الحياء من الناس: ويكون بكف الأذى، وترك المجاهرة بالسوء.
الحياء من النفس: ويكون بالعفة وصيانة الخلوات، وقال بعض الحكماء: ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك، وقال آخر: من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قدر”
وفي هذا الشهر الكريم ينبغي للمؤمنين أن يتذكروا فضيلة الحياء وأن يكون لهم في نبيهم أسوة حسنة ،فقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها.