المحبة
لا شك أن أسعد الناس وأحسنهم حالاً في الآخرة أقواهم حبا لله تعالى- إذ هي أساس الأعمال وما من عمل إلا وهو ثمرة من ثمار محبة الله عز وجل.
والأمة مجمعة على أن محبة الله ورسوله فرض، قال تعالى:”يحبهم ويحبونه” [المائدة: 54]
بل إن الله تعالى يقرر تفاوت الناس في ذلك، قال تعالى:”والذين آمنوا أشد حباً لله”
[البقرة: 165].
وفي الصحيح أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال:
ما أعددت لها، قال: يا رسول الله: ما أعددت لها من كثرة صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت”رواه البخاري ومسلم.
ولا بد أن تكون الأعمال دليلاً على محبة الله عز وجل، أما أن يدعي الإنسان المحبة وفي ذات الوقت يدع طريق ربه إلى سبيل الشيطان، فهذا ليس من المحبة في شيء، كما قال الإمام عبدالله بن المبارك:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
ولذلك كانت علامة محبة الله ورسوله هي طاعة الله ورسوله والالتزام بمنهج الله عز وجل وبسنته صلى الله عليه وسلم.
فاحرص أخي المؤمن على حب الله تعالى وحب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يكون هواك تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو:
“اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك واجعل حبك أحب إلي من الماء البارد”.