مرحباً بكم في بوابة أبنود الإلكترونية

بر الوالدين

نشرت من قبل إيمان الأبنودي في

الوالدان : هما سبب وجود الأبناء، والمسئولان الأولان عن رعايتهم حتى يكبروا ويستطيعوا الاعتماد على أنفسهم ؛ لذا فقد أقر الإسلام بحقوقهما على الأبناء، وأمر بطاعتهما والإحسان إليهما، اعترافا لهما بجميلهما وفضلهما.
ولا أدل على فضل الوالدين من ربط حقوقهما بحق الله عز وجل في إفراده بالعبادة وحده، قال تعالى:”وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربى ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
(الإسراء:23)
وسأل أحد الناس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: “من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك” متفق عليه
وفى مقابل الأمر بالإحسان إلى الوالدين، جعل الله عقوقهما من أكبر الكبائر وهو قرين الشرك، فعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “اجتنبوا الموبقات السبع: الإشراك بالله وعقوق الوالدين ….”
متفق عليه.
وقد جعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بر الوالدين يعدل الجهاد في سبيل الله، فقد جاءه رجل يستأذنه في الجهاد، فقال له ـ صلى الله عليه وسلم: ”
أحيّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما جاهد”
متفق عليه.
كما يقرر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن بر الوالدين سبب في طول العمر وزيادة الرزق، فعن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:”من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه”
رواه أحمد.
ولا يأمر الإسلام ببر الوالدين في حياتهما فقط بل يمتد ذلك إلى ما بعد مماتهما، لما روى عن أسعد بن مالك بن ربيعة الساعدي ـ رضى الله عنه ـ قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ جاءه رجل من بنى مسلمة فقال: “يا رسول الله هل بقى من بر والدي شيء أبرهما به بعد موتهما قال: نعم، الصلاة عليهما ـ أي الدعاء لهما ـ والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما”رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان.