التقوى
بين الله – عز وجل – في كتابه الكريم الغاية من الصيام، فقال تعالى:”يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون””البقرة :183″
ويا لها من غاية! فقد أمر الله بها عباده في كتابه الكريم مرات كثيرة، منها قوله تعالى:”يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون””آل عمران:102″
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وكان دائما يدعو ربه: “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى”رواه مسلم”
والتقوى في اللغة: الخوف والخشية
وفي اصطلاح العلماء: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه سرا وعلانية بالتخلي عن كل رذيلة، والتحلي بكل فضيلة.
والتقوى مأمور بها عباد الله كلهم جميعا من لدن آدم حتى قيام الساعة، قال تعالى:
“ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله””النساء: 131″
وسأل عمر بن الخطاب أبي بن كعب عن التقوى، فقال: أما سلكت طريقا ذا شوك قط، قال: بلى: قال: فما فعلت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
وقد تمثل هذا القول الشاعر ابن المعتز في أبياته:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
ويقول الإمام علي بن أبي طالب: التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وتستلزم التقوى من العبد كي يتحلى بها أن يتصف بأربع صفات، هي: كثرة محاسبته لنفسه، وخوفه مما مضى من ذنبه، وحذره مما قد يقع منه في المستقبل، وخشيته من سوء الخاتمة.
وللتقوى بشريات، منها :
– حب الله، قال تعالى:”إن الله يحب المتقين”
“التوبة :4”
– وفوزهم بالجنة، قال تعالى: “إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر””القمر:54″
– ونجاتهم من العذاب، قال تعالى:”وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا””مريم :71”
– وتكفير السيئات والذنوب، قال تعالى:
“ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا” “الطلاق : 5″
-وإنارة البصيرة، قال تعالى:”يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا” “الأنفال :21”
– ونيل رحمة الله، قال تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون”
“الأعراف :156”
– وعون الله ونصرته، قال تعالى: “إن الله مع الذين اتقوا””النحل :128”
– وتيسير الأمر وقرب الفرج وسعة الرزق، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”
“الطلاق :3”
وقال “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا”
“الطلاق:4”
فاحرص أخي المسلم على تقوى الله عز وجل، حتى تتحقق الغاية من صيامك وتفوز بسعادة الدارين ؛الدنيا والآخرة.