التوكل
يؤمن المسلم بان الله عز وجل بيده تصاريف الحياة وبيده النفع والضر لذا فإنه يترك الأمر إليه وحده ويرضى بمشيئته، فلا يفزعه المستقبل وما يخبئه له من مفاجآت، ويستعيض عن الخوف والفزع بسكينة واطمئنان إلى عدل الله تعالى ورحمته، ولهذا نجد الإسلام يقر بأن الإيمان يجب أن يصاحبه التوكل على الله تعالى، قال عز وجل: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”(المائدة: 23)
كذلك يحمل الإسلام البشرى للمتوكلين على الله ويعدهم الفضل العظيم من الله ونيل بركاته، قال تعالى: “فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون” (الشورى: 36)
ويعد الله تبارك وتعالى بالمعونة والتأييد من يتوكل عليه في كل أموره، قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”
(الطلاق: 3 )
فالتوكل عند المسلم إذن هو عمل وأمل، مع هدوء قلب وطمأنينة نفس واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن الله لا يضيع أجر المحسنين .
والمسلم الذي يتوكل على الله ويفوض الأمر إليه لا يفهم أن التوكل هو نبذ الأسباب وترك العمل والقنوع بالذل والرضا بالهوان.
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا خرج من بيته قال:” باسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل على”.
وعنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
“من قال إذا خرج من بيته باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنك الشيطان”رواه أبو داود .